الأدب والمحاقلة..قراءة في المشروع النقدي لمحمد الصفراني

مقال الأستاذ الدكتور سعيد العوادي

الأدب والمحاقلة … قراءة في المشروع النقدي لمحمد الصفراني

 

يعد الدكتور محمد الصفراني صوتا نقديا سعوديا متميزا، امتدّ صداه من الخليج إلى المحيط، لما يحمله من مشروع نقدي وازن يروم تناول الأدب العربي الحديث من مداخل قرائية عصرية، تسعى إلى كشف طاقاته الجمالية والتداولية والحضارية ومما يقوي قراءة الصفراني للأدب الحديث، أنه يزاوج باقتدار بين النقد النصي والإبداع الشعري؛ وهو ما يمنحه ميزة الناقد الذي «دُفع إلى مضايق الشعر» كما عبّر أبو نواس قديما. لقد ساعدت هذه المزاوجة وتلك المثاقفة في تقليب أرض الأدب العربي الحديث من منظور علائقي بيني، اصطلح عليه الصفراني بـ«المحاقلة»، ورام منه إثراء التجربة النقدية الحديثة

​تتأطر الأعمال النقدية لمحمد الصفراني ضمن الدراسات البينيّة في سعيها الإبستمولوجي نحو تجاوز الرؤية التخصصية الضيقة التي هيمنت على الدرس النقدي، واقتراح إبدال جديد يؤمن بمد الجسور مع المعارف والعلوم المجاورة والمحيطة، للإفادة منها في قراءة الظاهرة الواحدة. وعلى هذا الاعتبار، وظّف الباحث مفهوماً بينيّا مركزيا هو المحاقلة أو التحاقل، وقصد به «نقل مفاهيم حقل علمي إلى حقل علمي آخر واستثمارها في تحليله»، مما يمنح «للناقد الحوار والتفاعل مع مختلف الفنون والحقول المعرفية التي تحاقلت معها الظاهرة المدروسة، وتتطلبها دراستها في الوقت نفسه،

وتتيح للناقد استعارة مصطلحات ومفاهيم من فنون وحقول معرفية متعددة، يثري بها ميدان النقد الأدبي نظريا وتطبيقيا، كما تتيح له مراجعة منظومة المناهج النقدية التي أنتجها النقد الأدبي قديما وحديثا، ليقف على مقدار تجاوبها مع تطور الإبداع الأدبي الذي تدرسه، ويرفدها بما يطورها ويوسّع آفاقها

ولا بد من الإشارة إلى أن توظيف استراتيجية التحاقل مشروط بضوابط معرفية ومنهجية تؤول في المحصّلة إلى حاجة الموضوع المدروس إلى تدخّل حقل معرفي آخر أو حقول معرفية أخرى لمساندة التحليل وضمان كفاءته. ونستشف من استثمار الباحث لهذا المفهوم في كثير من كتاباته، أنه لا يقتصر على دراسة القضايا النقدية السهلة المكرورة، وإنما يغامر في تفكيك القضايا المركبّة التي تستدعي الانفتاح على مجالات معرفية متنوعة، انطلاقا من رؤية نقدية عابرة للتخصصات ومجافية للنزعة الشمولية

أنقر هنا لقراءة المقال كاملا

 

آخر المنشورات من هذا القسم

Scroll to Top