الخطاب الأدبي في الأندلس
ينظم مختبر تكامل المناهج في تحليل الخطاب مؤتمرا دوليا في موضوع: “الخطاب الأدبي في الأندلس: الأنساق البلاغية والأبعاد الثقافية” من إعداد وتنسيق الأستاذ الدكتور سعيد العوادي والأستاذ الدكتور عبد الفتاح شهيد، يومي 23-24 أبريل 2025 ، بمدرج الشرقاوي إقبال، كلية اللغة العربية – مراكش. واعترافا بجهود الفقيدة الدكتورة عتيقة السعدي في خدمة الأدب الأندلسي تدريسا وتأليفا، فقد ارتأت اللجنة المنظمة إهداء أعمال هذا المؤتمر لروحها الكريمة
تظل الأندلس نصا متماوجا بين الماضي والحاضر والمستقبل، متجددا في الواقع والوقع. وستبقى نموذجا حيا لحضارة متعددة تتفيأ ظلال المعنى وتحتفي بالوجدان وتهتدي بالبيان لترسم ملامح وجود مختلف للإنسان، ولتحقق ملاحم مجتمع التسامح والتواصل مع الذات المتحرّرة والآخر المختلف. وحين ننظر إلى الأندلس من بلاد المغرب، فإننا في الحقيقة نستجلي جزءا من الذات المتفردة ونصيبا من الذاكرة المشتركة، وبعضا من التاريخ الذي لم يتوقف تدفقه بين العدوتين المغرب والأندلس.
كل هذا الزخم الحضاري ترك أثره الواضح في اللغة والأدب والثقافة، أثرا لا تزال تنبض به أنساق النصوص الأدبية وتغتني به محمولاتها الثقافية، وتتقوى على ضفافه أواصر الحياة المشتركة في الزمان والمكان. وبذلك يشكل الخطاب الأدبي بشعره ونثره وجها من الأوجه المشرقة للحضارة الأندلسية، وشكلا من أشكال انبثاقها وبصمتها المتفردة في تاريخ الفكر الإنساني؛ مما تعاورته أقلام الباحثين في العقود الأخيرة، فاستطاعت أن تكتشف جوانب أخرى لتجليات الأدب العربي المتميزة برؤى نقدية تتباين مرجعياتها وتتنوع حصائلها. وفي هذا السياق الإنساني والمعرفي، يأتي هذا المؤتمر الدولي ليتدارس المنجز الخطابي النصي الأندلسي، بكل تشعباته الفنية وتجلياته الحضارية. وذلك بالبحث في منظومة أنساقه البلاغية ومحمولات أبعاده الثقافية في جنسيه الشعري والنثري، مسائلا منجز الدارسين ومتسائلا عن حدوده، ومستشرفا آفاق بحث أخرى بكل ما في هذه الآفاق من “معنى” لنا، نحن الذين نعد “الحضارة المغربية والأندلسية حضارة معنى وأمل في مستقبل أفضل للإنسانية جمعاء.
واعترافا بجهود زميلتنا الفقيدة الدكتورة عتيقة السعدي في خدمة الأدب الأندلسي تدريسا وتأليفا، فقد ارتأينا إهداء أعمال هذا المؤتمر لروحها الكريمة